اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه ADHD عند الأطفال والكبار

 




كتبت/ صفاء القاضي


في السنوات الأخيرة تزايد الحديث عن اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (ADHD) خاصة مع انتشار الوعي بالصحة النفسية لدى الأطفال والبالغين لكن ما هو هذا الاضطراب؟ وكيف يؤثّر على الحياة اليومية؟ وهل هو مجرد طاقة زائدة أم مشكلة حقيقية تحتاج إلى علاج؟


يُعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أحد أكثر الاضطرابات العصبية النفسية شيوعًا، خاصةً في مرحلة الطفولة لكنه لا يقتصر على الأطفال إذ يعاني منه ملايين البالغين حول العالم أيضًا غالبًا دون تشخيص واضح هذا الاضطراب قد يُساهم في تشكيل حياة الفرد، علاقاته، وأدائه الأكاديمي والمهني، إن لم يُعالج بالشكل الصحيح.




ما هو اضطراب ADHD؟


اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (Attention Deficit Hyperactivity Disorder) هو حالة عصبية نفسية تُؤثر على قدرة الشخص في التركيز والتحكم في السلوك وتنظيم الانفعالات غالبًا ما يظهر في مرحلة الطفولة لكنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ دون تشخيص.



ما هي أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 


ينقسم اضطراب ADHD إلى ثلاثة أنماط رئيسية:


أولا:  تشتّت الانتباه ويشمل: 


  • صعوبة في التركيز لفترات طويلة

  • ارتكاب أخطاء بسبب الإهمال

  • النسيان المتكرر

  • سهولة التشتت بأي مؤثر خارجي


ثانيا: فرط الحركة ويشمل:


  • نشاط مفرط وغير موجه

  • حركة دائمة حتى في المواقف التي تتطلب الهدوء

  • التحدث بسرعة وبشكل مستمر


ثالثا: الاندفاعية وتشمل: 


  • اتخاذ قرارات دون تفكير

  • مقاطعة الآخرين باستمرار

  • صعوبة في انتظار الدور





هل يصيب الأطفال فقط؟


رغم أن ADHD يُشخَّص غالبًا في الطفولة إلا أن الكثير من البالغين يعيشون مع الاضطراب دون تشخيص ويواجهون تحديات في العمل، والعلاقات، والحياة اليومية مع تقدم العمر، قد تتغير الأعراض، لكنها لا تختفي تمامًا.


الأسباب والعوامل المؤثرة:


لا يوجد سبب واحد مباشر للإصابة بـ ADHD، لكن هناك عوامل وراثية وبيئية مثل:

  • تاريخ عائلي للإصابة

  • التعرض للسموم أو التدخين أثناء الحمل

  • الولادة المبكرة



هل هناك علاج؟ 


لا يوجد "علاج نهائي" للاضطراب لكن يمكن إدارته بفعالية من خلال:

  • العلاج السلوكي والمعرفي

  • الأدوية المنبهة مثل الريتالين و الكونسرتا

  • دعم الأسرة والمدرسة

  • تنظيم الروتين اليومي وتوفير بيئة مناسبة


ADHD ليس دلالة على ضعف أو فشل بل هو تحدي يحتاج إلى فهم ودعم الشخص المصاب قد يكون مبدعًا، ذكيًا، وذو طاقة عالية، لكنه يحتاج فقط إلى أدوات تساعده على التنظيم والتركيز والمجتمع الواعي هو الذي يمد يده بدلًا من أن يُصدر الأحكام




أعراض فرط الحركة عند الكبار والأطفال 


 الأعراض بحسب المرحلة العمرية


الأطفال:

  • صعوبة في الجلوس أو البقاء في مكان واحد

  • مشكلات سلوكية في المدرسة

  • تكرار فقدان الأدوات أو نسيان الواجبات



المراهقون:

  • ضعف الأداء الأكاديمي رغم الذكاء

  • مشكلات في العلاقات مع الأهل والزملاء

  • تقلبات مزاجية واندفاعية


البالغون:

  • صعوبة في التنظيم وإدارة الوقت

  • تأجيل المهام وعدم الالتزام بالمواعيد

  • الشعور الدائم بالإرهاق الذهني

  • مشكلات في العمل والعلاقات العاطفية




الأسباب المحتملة للإصابة باضطراب ADHD


لا يزال السبب الدقيق للإصابة غير  معروف لكن تشير الدراسات إلى مجموعة من العوامل:


  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة

  • خلل في كيمياء الدماغ: خاصة في مناطق التحكم التنفيذي والانتباه

  • البيئة: مثل التعرض للسموم، أو تدخين الأم أثناء الحمل

  • العوامل البيولوجية: مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود



كيف يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة


لا يوجد اختبار طبي واحد لتشخيص ADHD. بل يعتمد التشخيص على:

مقابلات نفسية وسلوكية واستبيانات تُملأ من الأهل أو المعلمين، تقييم السلوك في أكثر من بيئة (البيت والمدرسة)، يُشترط أن تظهر الأعراض قبل سن 12 عامًا وأن تستمر لأكثر من 6 أشهر وأن تؤثر بشكل واضح على الحياة اليومية.




كيف يتم علاج الاضطراب ADHD


1. العلاج السلوكي والتربوي:


  • تقنيات تعديل السلوك

  • تدريب الطفل على المهارات التنظيمية

  • دعم الأسرة والمعلمين



2. الأدوية:


  • أشهرها المنشطات مثل الميثيلفينيديت (ريتالين، كونسيرتا) وتُستخدم تحت إشراف طبي دقيق وتُضبط جرعتها حسب الحاجة



3. العلاج النفسي والدعم العاطفي:


علاج معرفي سلوكي (CBT) للبالغين، مثل مجموعات الدعم

واستراتيجيات حياتية داعمة مع تقويم يومي وتنظيم المهام،  ووجود بيئة تعليمية هادئة، تقوية الثقة بالنفس والتشجيع الدائم.



البالغين المصابين دون تشخيص ما المشاكل التي تواجههم 


الكثير من البالغين يكتشفون إصابتهم بـ ADHD بعد عقود من المعاناة مع الفوضى الذهنية، وصعوبة التركيز، والفشل في العلاقات أو العمل، التشخيص في هذه الحالة يُعد بوابة للشفاء ويسمح بتصحيح المسار وتطوير الذات.


رغم أن ADHD يمثل تحديًا حقيقيًا، إلا أن كثيرًا من المصابين يبرعون في مجالات الإبداع، الريادة، الفن، والتفكير خارج الصندوق السر يكمن في الفهم، القبول، والدعم المناسب.

اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه ليس مرضًا يجب الخجل منه، بل حالة تستحق الفهم والرعاية، وكلما زاد الوعي زادت فرص النجاح والتكيّف.


اقرأ في اليقظة:


الذكاء الاصطناعي ودوره في تحسين حياة الإنسان تحديات وفرص جديدة




أحدث أقدم

نموذج الاتصال