حكايات واقعية من قاعة المحكمة

 ترويها محامية الستات/ إيمان فتحي 





عند غياب الضمير  يصبح  كل شئ  مباح  وعند  غيابه لايعرف  الشخص  أن  الله رقيب ومطلع على عمله وحديثه  وأن  يوم  الحساب  لاينفع  أي  شئ إلا  عملك وأن شهادة  الزور وحلف  يمين  كاذب من أجل  إسقاط  حقوق  العباد شئ  عظيم عند الله .من داخل رواق محكمة الأسرة  يوجد  الكثيروالكثير نعيش في كل الحكايات …نرصد ونفكر ونتأمل  لنخرج بهذه الفكرة وهي أن الحكاية واللي فيها  أننا  لا نعطي الثقة  الكاملة وأن الحياة  متقلبة  وليس  لها  ضمان وأن  الرجولة والجدعنة  والشهامة صفة خلت من معظم الرجال وأن  الذكور ما أكثرهم في الحياة ولكن  الرجال  قليلون.  


الحكاية واللي فيهآ والمؤلم جداً عندما  يصبح أقرب  الناس إلى بعض أعداء  ويتحول  الحب  والمودة  والرحمة إلي حرب والمصيبة أيضاً أنها حرب غير شريفة بالمرة،  لماذا يتحول الصدق  إلي كذب  والحب  إلي  كره حقاً لا أدري؟ ما الذي يجعل  الشخص  مهما  حصل  يقسم  يمين  كاذب ويتنصل  من جميع  الحقوق  ويقسم  ويشهد  شهادة  زور؟ 


 الموضوع هنا هو أن  الزوجة  والزوج ( أولاد عموم) فلما حدث  بينهم خلاف وقام  علي إثره  الزوج  بطرد  زوجته خارج مسكن الزوجية ومكثت الزوجة في بيت والدها  أكثر من  سنة  ونصف وتدخل أهل الخير لحل  النزاع  ودي  والخروج  بالمعروف  ولكن  الزوج يرفض  الخروج  إلا  بالتنازل  عن  جميع  حقوقها  الشرعية  مقابل  الطلاق  ويتركها  معلقة  لا هي   متزوجة  ولا مطلقة.


  الزوجة لجأت لي حائرة وأصبحت أنا محامية  تلك الزوجة وقمت  برفع  الدعاوي من نفقة  زوجية  وطلاق  للضرر  وقمت أيضا  برفع  قائمة  أعيان  جهاز  خاصة  بيها   وأثناء قيامنا  برفع  الدعوى  اكتشفت أن  قائمة  المنقولات لا تحتوي  علي  اسم  الزوجة  وبها إمضاء الزوج  واثنين  من الشهود وكنت قادرة  أضع اسم الزوجة  واشتري  دماغي  لكن أنا  واخدة عهد  بيني  وبين  نفسي إني لا أغير في أصل أي  ورق  يصلني و هيدخل  المحكمة  اتركه زي  ما هو وبالفعل  قمت  بإيداع الدعوى  وتم تحديد  جلسة  وإذا بي تفاجأت أول  جلسة بأن  محامي  الزوج  انكر  أن  القائمة  تخص الزوج وطلب  رفض الدعوي  وأنا  طلبت  إحالتها  للتحقيق  وبالفعل المحكمة استجابت  وأحالت  الدعوى للتحقيق  وأنا  طلبت  من أهل  الزوجة  تأتي بالشهود  اللي  قاموا  بالإمضاء  على  قائمة أعيان  الجهاز  واحد منهم  أخو الزوج والثاني إمام  مسجد وبالفعل  حضر  الجميع  وتم  سماع  شيخ المسجد  لأنه  شاهد أول وأقر بأن  قائمة  أعيان  الجهاز  تخص الزوجة وتم سماع الشاهد الثاني  وبالفعل  أقر  بأن  قائمة  أعيان جهاز  تخص  الزوجة وأنه كان حاضر مجلس كتابة عقد أعيان الجهاز.


 عند  حضور  شهود  الزوج  وهم  شهود  الزور وتم  حلف  اليمين  وكانت  الصدمة أقسم  بالله العظيم تعرف  إيه عن قايمة فلانة؟  أجاب بعد أن أقسم :  لم يتم كتابة قائمة أعيان جهاز وأن  أخي  هو من قام بتجهيز مسكن الزوجية بالكامل  ولم يتم  شراء  جرام ذهب  وعشان  إحنا  قرايب  تزوجت  بشنطة  هدومها وتم  توجيه  سؤال  مني  لأخو الزوج هل الإمضاء  الموجود على  قائمة  أعيان  الجهاز بصفتك  شاهد  تخصك؟  رد أيوة  امضتي  لكن أنا مضيت على  أساس أنها وثيقة الزواج!!


 قمت أنا  في نفس  ذات  اللحظة  بالاطلاع  على وثيقة الزواج ولم أجد أنه شاهد  عليها؟  وتم توجيه  سؤال  مني له كيف تقوم  بالإمضاء  وسيادتك لم تكن  من شهود وثيقة  الزواج؟  رد معرفش

   متي  تم  عقد القران  معرفش؟  طيب أين  تم عقد  القران برضه؟ معرفش،  طيب حضرتك  عارف  بس إني  متكتبش  قايمة ؟  أيوة 

وهذه  جميع  الأسئلة  التي  تم توجيهها له من قبلي…



 يقوم القاضي  بتذكيره أنه أقسم  يمين أنت  حالف  قسم يقوله  أيوة؟

 أنا عارف.. وعلي نفس الشاكلة الشاهد  الآخر ولأن قناعة المحكمة أنهم  غير صادقين  كان  دائم التذكير لهم  بأنهم أقسموا يمين وبأن  يقولوا  الحق،  ولأني  أكثر  شي  أكرهه  جداً  الكذب  والكذابين  كان  شكلي يوحي بالغضب جداً  جداً  ولذلك  أقول  للجميع  بلاش  ثقة  زيادة  وأن القايمة  تتكتب  فيها  جميع  المنقولات  من أصغر  شئ لأكبره  الناس  بتتحول  وبتتغير بلاش  تهاون  بالقايمة ويجب أن تكتب عند محامية  أو محامي  كلنا  في البداية  حلوين  ولكن  العبرة بوقت  الخلاف.. العبرة  بوقت  تعارض  المصالح

وفي انتظار حكم المحكمة  بنصرة  الزوجة  وللحوار بقية…  


كنت  معكم  محامية  الستات 

ايمان فتحي كامل


  اقرأ أيضا : محامية الستات تحكي: تفاصيل دعوى الخلع وتقدم نصائح للزوج



أحدث أقدم

نموذج الاتصال