الذكاء الاصطناعي ودوره في تحسين حياة الإنسان تحديات وفرص جديدة

كتبت/ صفاء القاضي 

مع التقدم التكنولوجي السريع في العصر الحالي أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) هو القوة الموجهة التي تعيد تشكيل العديد من جوانب حياتنا اليومية من التعاملات اليومية مثل المساعدات الصوتية إلى الاستخدامات المتطورة في مجالات الصحة والصناعة و لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مصطلح تقني بعيد عن الواقع بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية يساهم في تطوير المجتمع  وخلق روح الجودة والرفاهية.

التطور السريع للذكاء الاصطناعي

منذ ظهوره في الخمسينات بدأ الذكاء الاصطناعي في تحقيق خطوات هائلة نحو برمجة وتحسين العديد من المهام التي كان يقوم بها البشر ويمثل الذكاء الاصطناعي مجالًا واسعًا يشمل تعلم الآلات و معالجة اللغة الطبيعية وكذلك التطورات البرمجية والروبوتات ومع مرور الوقت ازداد تفاعل هذه الأنظمة مع البيئة المحيطة ليصير لها دور فعال في كل شيء من مساعدات المنزل الذكية مثل Alexa وSiri، إلى التطبيقات المتقدمة مثل الطائرات بدون طيار والسيارات الذاتية القيادة.

التحديات التي يواجهها الذكاء الاصطناعي

على الرغم من كل الإمكانيات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تقف في وجهه، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الأخلاقية والاجتماعية،

حيث أن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي هي من أكبر المخاوف التي يطرحها وجوده وسيطرته والمقلق هنا هو كيفية ضمان استخدام هذه التقنية بشكل يتماشى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، فمع تزايد قدرة الأنظمة على اتخاذ قرارات مستقلة يأتي السؤال الأهم وهو؟ من المسؤول إذا كانت هناك نتائج سلبية أو غير أخلاقية ناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي؟ الحل يكمن في وضع إطارات قانونية وأخلاقية تحكم استخدام هذه التقنيات لتجنب إساءة استخدامها في مجالات مثل المراقبة الجماعية أو الانتهاك المفرط لحقوق الخصوصية.

ثم تأتي معضلة الاستغناء عن الوظائف البشرية والتي تقلق الجميع  فمع تطور الذكاء الاصطناعي يصبح من الممكن برمجة العديد من الوظائف البشرية مما يثير قلقًا بشأن التأثيرات على سوق العمل فعلى سبيل المثال يمكن للروبوتات أو الأنظمة الذكية أن تحل محل العمالة في العديد من المجالات مثل التصنيع، خدمة العملاء، وحتى المجالات الطبية، مما يهدد بتقليص فرص العمل التقليدية هذه التحديات تتطلب حلولًا مبتكرة مثل إعادة تدريب الموظفين على المهارات الجديدة التي تتماشى مع العصر الرقمي، وخلق وظائف جديدة في مجال إدارة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

فرص الذكاء الاصطناعي في المستقبل

رغم التحديات الكبيرة لا يمكن تجاهل الفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في أرض  الواقع حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تساهم في تحسين حياة الإنسان بعدة طرق بما في ذلك:

1. الذكاء الاصطناعي يقدم حلولًا مبتكرة لتحسين الرعاية الصحية من خلال تحليل البيانات الطبية الضخمة و يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر للأمراض وتحديد أفضل طرق العلاج كما يساعد في تطوير أدوية جديدة وتقديم حلول علاجية مخصصة تعتمد على البيانات الجينية، على سبيل المثال تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في برمجة عملية قراءة الأشعة السينية مما يجعل عملية التشخيص أكثر دقة وأسرع وقد يكون للذكاء الاصطناعي دور في توفير الرعاية الصحية للأفراد في الأماكن النائية عن طريق الاستشارات عن بعد.

 ااستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، الألعاب، والموسيقى أصبح رائجًا جدًا و يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى مخصص بناءً على تفضيلات المستخدم مما يخلق تجربة رائعة لدى المشاهد أو اللاعب  ويمكنه تحسين جودة الصور والفيديو وتقديم تأثيرات بصرية مبتكرة.

و تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي لتحسين التسويق و إدارة العملاء وتحليل البيانات ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في فهم سلوك العملاء بشكل أفضل وهذا يحسن الاستراتيجيات التجارية ويرفع مستوى الكفاءة.

ومن هنا نستطيع اختصار كل ما سبق بأن نقول أن الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والجهد للإنسان في كل ما يريد أن يفعله لذا يوفر له فرص أفضل في تحقيق أي مجال من مجالات العمل بشكل أسرع وربما أكثر تنظيما و ترتيبا و أدق متابعة.

الذكاء الاصطناعي وخلق الفرص المستقبلية

بعيدًا عن التحديات يجب النظر إلى الذكاء الاصطناعي كفرصة ذهبية لمواكبة المستقبل ليس فقط من خلال الحلول التكنولوجية ولكن من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب لتأهيل الأفراد للوظائف الجديدة التي ستنشأ في المستقبل، ويجب أن يكون لدينا أيضًا إطار تشريعي وفكري يوازن بين الابتكار وحماية الحقوق الإنسانية، لا بد من دمج التكنولوجيا بشكل مستدام ضمن المجتمعات لتحقيق أقصى استفادة دون المساس بالأخلاقيات أو القيم الاجتماعية.

يظل الذكاء الاصطناعي محركاً أساسياً للمستقبل وبالرغم من التحديات العديدة فإن الفرص التي يقدمها في مختلف المجالات تجعلنا نرى فيه أداة قوية لتحسين حياة الإنسان ومع التقدم المستمر يجب علينا أن نكون مستعدين للتكيف مع هذا التطور السريع مع الحفاظ على القيم الأساسية التي تشكل نسيج مجتمعنا.

اقرأ في اليقظة: 

الشاعر محمد خضر عرابي يكتب قصيدة في حب أحمد